وقوله:(بحق) يتعلق بـ (من استلمه) أي: استلمه إيمانًا واحتسابًا، ويجوز أن يتعلق بـ (يشهد).
وهذا الحديث أيضًا محمول على ظاهره، فإن اللَّه قادر على إيجاد البصر والنطق في الجمادات، فإن الأجسام متشابهة في الحقيقة يقبل كل منها ما يقبل الآخر من الأعراض، ويؤوِّله الذين في قلوبهم زيغ التفلسف -واللَّه العاصم- ويقولون: إن ذلك كناية عن تحقيق ثواب المستلم، وأن سعيه لا يضيع، والعجب من البيضاوي أن يقول: إن الأغلب على الظن أن المواد هذا، وإن لم يمتنع حمله على الظاهر، ولا عجيب فإنه مجبول على التفلسف في تفسير القرآن وشرح الأحاديث، تجاوز اللَّه عنه.
٢٥٧٩ - [١٩](ابن عمر) قوله: (ياقوتتان من ياقوت الجنة) وهذا أيضًا يؤولونه بأن المواد بيان شرفهما وكرامتهما؛ لأن الياقوت من أشرف الأحجار، ولا بد أن يكون ياقوت الجنة أشرف وأجود من ياقوت الدنيا، فكأنه قال: كأنهما ياقوتتان من الجنة.
وقوله:(طمس اللَّه نورهما) ليكون الإيمان بهما إيمانًا بالغيب.
وقوله:(رواه الترمذي) وأخرجه ابن حنبل في (مسنده) وابن حبان في (صحيحه)(١).
(١) "مسند أحمد" (٧٠٠٠)، و"صحيح ابن حبان" (٣٧١٠) عن عبد اللَّه بن عمرو.