للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٧٨ - [١٨] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي الْحَجَرِ: "وَاللَّهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَان يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى. . . . .

ــ

شرح اللَّه صدره للإسلام (١) ووسع دائرة المعرفة يصدِّقه ويقول: آمنا به، واللَّه على كل شيء قدير، غايته أن يقال: المراد هو الظاهر، ويحتمل -واللَّه أعلم- أن يكون المراد ما ذكرنا من المعاني المتناسبة، فافهم، وباللَّه التوفيق.

ثم اعلم أنه قد اشتهر في الناس أنه قد بقي في الحجر الأسود بياض إذا زال جاءت القيامة أو قربت أو كما يقولون، وكنت متحيرًا في ذلك، وأن له أصلًا أم لا، وذكرت ذلك في حضرة الشيح يومًا فلم يتكلم بشيء، ثم وجدت في (تاريخ مكة) للفاكهي ذكر ذلك، فترجم لذلك بقوله: ذكر ما روي من البياض في الحجر الأسود بعد اسوداده، ثم قال: ذكر ابن جبير في (جزء رحلته) أن في الحجر الأسود نقطة بيضاء صغيرةً مشرقة ولم يذكر سواها، وكانت رحلته في سنة تسع وسبعين وخمس مئة، وقال الفقيه سليمان بن خليل العسقلاني في (منسكه) (٢): لقد أدركت في الحجر الأسود ثلاث مواضع بيض، نقشه في الناحية التي تلي باب الكعبة المعظمة، ثم إني أملح تلك النقط فإذا هي كل وقت في نقص، ونقل القاضي عز الدين ابن جماعة في (منسكه) كلام ابن خليل هذا، وذكر أنه رأى الحجر الأسود في سنة ثمان وسبع مئة، وفيه نقطة بيضاء ظاهرة، وأنه لم يرها في سنة ست وثلاثين إلا بعد جهد، انتهى.

٢٥٧٨ - [١٨] (عنه) قوله: (يبصر بهما) فيعرف من استلمه. وكلمة (على) باعتبار تضمين معنى الرقيب والحفيظ.


(١) كذا في (ع) و (ك) و (ر)، وفي (ب) و (د): "للإيمان".
(٢) انظر: "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" (١/ ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>