يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: ٢٠٣]، فإن الرمي في تلك الأيام، وينبئ عنه أول حديث عائشة في (الفصل الثاني).
وقيل: المراد: أنزل عليه القرآن، وإنما خص (سورة البقرة) لكونها أطول السور وأرفعها، كما ورد:(لكل شيء سثام وسنام القرآن سورة البقرة)(١)، وأكثرها اشتمالًا للأحكام الشرعية، والمعنى الأول أنسب وأشبه.
٢٦٢٢ - [٥](جابر) قوله: (الاستجمار توّ) التوُّ بفتح الفوقانية وتشديد الواو: الفرد، أي: وتر لا شفع، يقال: جاء الرجل تَوًّا: إذا جاء وحده، ووجَّه فلان من خيله بألف توٍّ، أي: بألف واحد، والمراد بالاستجمار التمسح بالجمار، وهي الحجارة الصغار، أي: الاستنجاء السنة فيه ثلاثة أحجار، وقيل: المراد به البخور، بأن يأخذ منه ثلاث قطع أو ثلاث مرات.
(ورمي الجمار تو) أي: سبع، وكذا في السعي والطواف، وفي بعض الروايات لم يذكر رمي الجمار بل أريد بالاستجمار ذلك.
وقوله:(وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو) تكرير وتأكيد للحكم الأول مبالغة في رعاية التثليث في الاستنجاء، وقيل: ليس بتكرير، فإن قوله:(الاستجمار تو) بيان لكرَّات الفعل، وقوله:(إذا استجمر) بيان عدد الأحجار، ولا يخفى ما فيه.
(١) أخرجه الترمذي (٢٨٧٨)، وابن حبان في "صحيحه" (٧٨٠).