للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ الدَّجَّالَ، لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ، وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ، وَالإِيمَانُ بالأقْدَارِ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ٢٥٣٢].

٦٠ - [١٢] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ، فَكَانَ فَوْقَ رَأْسِهِ كَالظُّلَّةِ،

ــ

ولا يخفى أن عدم التكفير بالذنب المراد منه الكبيرة أظهر مناسبة لباب الكبائر وبيان حكمها، فلهذا الحديث مناسبة أيضًا بباب الإيمان بالقدر، لكنه اعتبر الجزء الأول منه فأورده في هذا الباب.

وقوله: (إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال) غاية لشرعية الجهاد؛ لأن بعد قتله وخروج يأجوج ومأجوج بعده وقتالهم لم يبق كافر.

وقوله: (لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل) يعني يجب إمضاؤه مع إمام عادل محب وظالم، فلا يجوز تركه وإن كان ظالمًا، والمراد استواء الحالتين وعدم إبطال الجور، وأيضًا العدول قد يتوهم إبطال الجهاد لوجود الأمن، وعدم الفساد حتى يحتاج به إلى الجهاد، فقال: يجب إقامة الجهاد في الحالتين، كذا قيل، فافهم.

٦٠ - [١٢] (أبو هريرة) قوله: (خرج منه الإيمان) هذا أيضًا تغليظ وتشديد كالحكم بسلبه عنه في الحديث الآخر، ومع ذلك فيه إشارة إلى أنه وإن خالف حكم الإيمان فإنه تحت ظله لا يزول عنه حكمه، وتأويل الإيمان بالحياء لا يوافق سياق الحديث.

وقوله: (كالظلة) بالضم: كل ما أظلك، وفي (القاموس) (١): الظل بالضم:


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٩٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>