للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أول سحابة تظل، وفي (مجمع البحار) (١): وهي ما بقي من الشمس؛ كسحاب أو سقف أو بيت أو غيرها، والظلة صورة الإيمان تمثل بها.

قال السيوطي في رسالته المسماة بـ (المعاني الدقيقة في إدراك الحقيقة): التحقيق أن جميع المعاني المعقولة في هيئة الأجسام المشخصة، والأحاديث النبوية ناطقة به وشاهدة له، وذكر أن المنام من ذلك، فإن الرائي في منامه يرى أجسامًا فتؤول بأعراض، فتلك الأجسام المرئية هي صورة لتلك الأعراض المعبر عنها في عالم الملكوت.

ثم سرد الأحاديث في الإيمان، منها هذا الحديث الناطق بكونه في صورة ظلة، وقال: فحمله على الاستعارة من جملة التأويلات البعيدة التي حكمها الرد، وفي السكينة مثل الضبابة أو مثل الغمامة، وفي الصلاة: (أنها تخرج بيضاء مسفرة تقول للعبد: حفظك اللَّه كما حفظتني) (٢)، وكذا في الصيام والإسلام وسائر الأعمال الحسنة والسيئة، وفي الرحم تقوم عند اللَّه وتقول: (هذا مقام العائذ بك من القطيعة) (٣)، وفي الأذكار والدعوات قال اللَّه تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: ١٠]، والصعود والرفع من صفات الأجسام.

وأخرج الترمذي (٤) وحسنه عن ابن عمرو -رضي اللَّه عنها- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (لا إله إلا اللَّه ليس لها دون اللَّه حجاب حتى تخلص إليه)، وأمثال هذا كثيرة.


(١) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ٤٩٧).
(٢) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٣٠٩٥)، والبيهقي في "الشعب" (٣١٤٠).
(٣) أخرجه البخاري (٤٨٣)، ومسلم (٢٥٥٤).
(٤) "سنن الترمذي" (٣٥١٨)، وقال: وليس إسناده بالقوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>