للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آمَنتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ عن أنس: ٧٢٩٦، م: ١٣٤].

ــ

لا بما وضع موضعه، هذا وقد جاء في رواية مسلم عن أنس، وفي رواية البخاري عن أبي هريرة -كما يأتي في الفصل الثالث (١) -: (هذا اللَّه خلق الخلق)، وهو يحتمل سوى الوجوه المذكورة أن يكون (هذا اللَّه) مبتدأ وخبرًا، أو (هذا) مبتدأ، و (اللَّه) عطف بيان، و (خلق الخلق) خبره.

واعلم أن قوله: (فمن خلق اللَّه) بعد قوله: (خلق اللَّه الخلق) ظاهر الفساد، إذ لم يبق شيء يوصف بالخلقة إلا دخل تحت قوله: (خلق اللَّه الخلق)، فإذا ادّعى قسمًا آخر خارجًا عن تلك الجملة فقد ناقض بأخر كلامه أوله، وكان المقصود التشكيك في انتهاء سلسلة الوجود إلى الواجب تعالى وتقدس، والذهول والإذهال عنه، وطريقة أهل العقل في ذلك التمسك والتعلق بالدليل والبرهان، ولكن قضية جناب الرسالة عن ذلك الاستعاذة والالتجاء باللَّه تعالى والإيمان به، فافهم.

وقوله: (آمنت باللَّه ورسله) إن كان ذلك القول صادرًا عن اعتقاد وسؤالًا عن خالقه تعالى وتقدس مع تسليم كونه مخلوقًا كما هو الظاهر من عبارة (من خلق اللَّه) فهو كفر، وهذا القول توبة ورجوع عن ذلك، وإن كان بطريق الوسوسة أو البحث والمجادلة خصوصًا إذا كان التساؤل بين النفس والشيطان على ما قاله الطيبي (٢) لم يكن كفرًا، فقوله: (آمنت) في المعنى استعاذة وانتهاء، فاقتصار الطيبي في تعليل قوله: (فليقل آمنت باللَّه) على أنه كفر يجب تداركه بكلمة الإيمان لا يخلو عن شيء، فليتأمل.


(١) انظر: الحديث (٧٥ - ٧٦).
(٢) "شرح الطيبي" (١/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>