للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى يُقَالَ: هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ: . . . .

ــ

حتى يقولوا: هذا اللَّه خلقنا فمن خلق اللَّه؟ ) وحديث: (لا يزال الناس يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا اللَّه خلقنا فمن خلق اللَّه؟ ) وحديث البخاري: (إن أمتك لا يزالون يقولون: ما كذا ما كذا حتى يقولوا: هذا اللَّه خلق الخلق فمن خلق اللَّه؟ ) (١).

والظاهر أن المجادلين من أهل الكلام المتوغلين فيها غير المتحاشين من إطلاق مثل هذه الألفاظ في مباحثاتهم من غير مبالاة بما يتفوهون داخلون في هذا الوعيد، وعلى هذا ليس هذا من قبيل الوسوسة، ويحتمل أن يكون المراد التساؤل بين الناس وأنفسهم والشياطين، وعلى هذا هو من باب الوسوسة.

نعم وقوعه بينهم وبين النفس والشيطان أكثر.

وقوله: (حتى يقال: هذا خلق اللَّه الخلق فمق خلق اللَّه؟ ) في هذه العبارة وجوه أظهرها وأقلها تكلفًا أن يكون المعنى حتى يقال هذا القول، وهو خلق اللَّه. . . إلخ، ويحتمل أن يكون التقدير: هذا قد علم، أو علم هذا، ويكون هذا إشارة إلى ما جرى من الكلام بينهم بالتساؤل كما يقع في عبارات المصنفين هذا، أي: علم هذا ومعنى هذا، وهذان الوجهان ذكرهما التُّورِبِشْتِي، وزاد الطيبي (٢) وجهًا آخر، وهو أن التقدير: هذا مقرر، و (خلق اللَّه) بيان له، ووجهًا آخر، وهو أن يقدر: هذا القول مقرر، فوضع (خلق اللَّه الخلق) موضع القول، وهو بعيد، فإن هذا إنما يوصف بالمعرف باللام


(١) لم أجده في "صحيح البخاري"، بل أخرجه مسلم (١٣٦).
(٢) "شرح الطيبي" (١/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>