للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ١٤٧٨].

٣٢٥٠ - [١٣] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغَارُ مِنَ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقُلْتُ: أَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا؟ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [الأحزاب: ٥١] قُلْتُ: . . . . .

ــ

سائر النساء، ولكن كان لا ينقص الحق لهواها، فإنه كان محبته للَّه ولدينه أشدّ وأكثر وأوفر وأغلب من محبة كل شيء، -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقوله: (معنتًا ولا متعنتًا) من العنت محركة: الفساد، والإثم، والهلاك، والمشقة، والشدة، فمعنتًا بلفظ اسم الفاعل من التفعيل بمعنى مُوقِعًا أحدًا في العنت، ومتعنتًا من التفعُّل بمعنى واقعًا بنفسه في العنت. (ولكن بعثني معلمًا) للخير، وداعيًا لكافة الناس إليه، و (ميسرًا) بكسر السين، أي: محصِّلًا لليسر والتوفيق لهم.

٣٢٥٠ - [١٣] (عائشة) قوله: (كنت أغار على اللائي وهبن أنفسهن) قال الطيبي (١): أي أعيب؛ لأن من غار عاب، لئلا يهبن أنفسهن فلا يكثر النساء، ويقصر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على من يحبه، حتى نزل قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: ٥١] الآية، يعني تؤخر وتترك مضاجعة من تشاء وتضاجع من تشاء، أو تطلِّقُ من تشاء وتمسك من تشاء، أو تترك تزوج من شئت من نساء أمتك، وتتزوج من شئت، انتهى. ويؤيِّد ما ذكره قولُ عائشة: (أتهب المرأة نفسها).

أقول -واللَّه أعلم-: ويمكن حمل الغيرة على حقيقتها، ويكون جعل نزول الآية


(١) "شرح الطيبي" (٦/ ٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>