للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نُطْفَةً،

ــ

في الرحم فأراد اللَّه أن يخلق منها بشرًا طارت في بشرة جسم المرأة تحت كل ظفر وشعر، وقال: تمكث أربعين ليلة (١)، ثم تنزل دمًا في الرحم، فذلك جمعها، كذا فسره ابن مسعود فيما قيل، ويجوز أن يريد بالجمع مكث النطفة في الرحم للخلق والتصوير، ثم تُخْلَقُ بعد الأربعين، وقيل: المعنى تقع في الرحم حين انزعاجه بالقوة الشهوانية الدافعة متفرقًا، فجمعه اللَّه تعالى في محل الولادة من الرحم في هذه المدة، ثم لا يخفى أن تسميتها نطفة بعد الاستقرار يكون باعتبار ما كان.

وفي (مجمع البحار) (٢): وقال الأطباء: إنما يتصور الجنين فيما بين ثلاثين إلى أربعين، والمفهوم من الحديث النبوي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه بعد أربعة أشهر، ولهذا وصفه بالصادق إشارة إلى بطلان ما قالوه، أو ذكره تلذذًا وتبهجًا ومدحًا.

وقوله: (نطفة) في (القاموس) (٣): النطفة بالضم: الماء الصافي قلّ أو كثر، أو قليل ماء يبقى في دلو أو قِربة، والجمع نطاف ونطُفٌ، والبحر، وماء الرجل، والجمع نُطَفٌ.

وفي (النهاية) (٤): يقال للماء الكثير والقليل: نطفة، وهو بالقليل أخص، يقال: نطف الماء: قطر قليلًا قليلًا، ومنه: (فجاء رجل بنطفة في إداوة)، أي ماء قليل، والمني


(١) قَالَ الصُّوفِيَّةُ: خُصُوصِيَّةُ الأَرْبَعِينَ لِمُوَافَقَتِهِ تَخْمِيرَ طِينَةِ آدَمَ، وَمِيقَاتِ مُوسَى، ثُمَّ إِنَّهُ تُعْجَنُ النُّطْفَةُ بِتُرَابِ قَبْرِهِ كَمَا وَرَدَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ} [طه: ٥٥]. "مرقاة المفاتيح" (١/ ١٥١).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (١/ ٣٨١).
(٣) "القاموس المحيط" (ص: ٧٩١).
(٤) "النهاية" (٥/ ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>