للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إلَيْهِ مَلَكًا. . . .

ــ

نطفة لقلته، ومما جاء النطفة بمعنى البحر حديث: (وينقص الشرك (١) وأهله حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى جورًا) أراد بهما بحر المشرق وبحر المغرب، وقيل: ماء الفرات وماء بحر يلي جدة، أو بحر الروم وبحر الصين، أي: لا يخشى في طريقه أحدًا يجور عليه ويظلمه، وروي: (لا يخشى إلا جورًا)، أي: لا يخاف في طريقه إلا الضلال والجور عن الطريق.

وقوله: (ثم يكون علقة) في (القاموس) (٢): العلق محركة: الدم عامةً، أو الشديد الحمرة، أو الغليظ، أو الجامد، القطعة منه بِهاء، والمراد في الحديث الدم الجامد.

وقوله: (ثم يكون مضغة) المضغة بالضم: مضغة لحم وغيره، والجمع كصرد، مضغه كمنعه ونصره: لاكه بسِنِّهِ.

وقوله: (ثم يبعث اللَّه إليه ملكًا) (٣) عطف على (يجمع في بطن أمه) فظاهره أن


(١) في (ر) و (ب): "الشر"، والتصويب من "النهاية".
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٩٣٩).
(٣) يَعْنِي فِي الطَّوْرِ الرَّابِعِ حِينَمَا يَتَكَامَل بَيَانُهُ، وَالْمُرَادُ بِالإِرْسَالِ: أَمْرُهُ بِهَا، وَالتَّصَرُّفُ فِيهَا؛ لأَنَّهُ ثَبَتَ فِي "الصَّحِيحَيْنِ" أَنَّهُ مُوَكَّلٌ بِالرَّحِمِ حِيتَ كَانَ نُطْفَةً، أَوْ ذَاكَ مَلَكٌ آخَرُ غَيْرُ مَلَكِ الْحِفْظِ. فَإِنْ قُلْتَ: قَدْ وَرَدَ فِي "صَحِيحِ مسْلِمٍ" بِرِوَايَةِ حُذَيفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ خِلَافُ ابْنِ مَسْعودٍ كَمَا فِي "الْمَشَارِقِ"، "أَنَّهُ إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَصَوَّرَهَا، وَخَلَقَ سَمْعَهَا، وَبَصَرَهَا، وَجِلْدَهَا، وَعِظَامَهَا، ثُمَّ يقُولُ: يَا رَبِّ أَذَكَر أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ، ثُمَّ يَكْتُبُ أَجَلَهُ وَرِزْقَهُ"، فَعُلِمَ مِنْهُ أَنَّ التَّصْوِيرَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ الأُولَى، وَهُوَ مُنَافٍ لِهَذِهِ الرِّوَايَةِ. فَجَوَابُهُ: أَنَّ لِتَصَرُّفِ الْمَلَكِ أَوْقَاتًا. أَحَدُهَا: حِينَ يَكُونُ نُطْفَةً، ثُمَّ يَنْقَلِبُ عَلَقَةً، وَهُوَ أَوَّلُ عِلْمِ الْمَلَكِ بِأَنَّهُ وَلَدٌ، وَذَلِكَ عَقِيبَ الأَرْبَعِينَ الأُولَى، وَحِينِئِذٍ يَبْعَثُ إِلَيْهِ رَبُّهُ يَكْتُبُ رِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، =

<<  <  ج: ص:  >  >>