أيضًا مُحالٌ على حدِّ قوله تعالى:{حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف: ٤٠]، وهذا تأكيد ومبالغة في عدم إمكان رجوعهم لتوغُّلهم في الغَيِّ والجهالة والضلالة والإضلال مع اعتقادهم أنهم على الحق والهداية.
وقوله:(هم شر الخلق والخليقة) في (القاموس)(١): الخليقة: الناس كالخلق البهائم، فعلى المعنى الأول هو تأكيد وعلى الثاني تأسيس، وقد يحمل الخليقة على من خلق، والخلق على من يخلق، ولعل المراد بالخلق المسلمون، واللَّه أعلم.
وقوله:(وليسوا منا في شيء) مقتضى ظاهر الكلام أن يقول: وليسوا من كتاب اللَّه في شيء، ولكن لما كان مآلُ كونهم من المسلمين وكونهم من كتاب اللَّه واحدًا ذكر هكذا إشارة إلى هذا الاتحاد، ومع ما فيه من المبالغة في نفي الإسلام وكونهم من عِدَاد المسلمين.
وقوله:(من قاتلهم كان أولى باللَّه) أي: أقرب إلى اللَّه وأحرى برحمته وفضله كما في قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ}[آل عمران: ٦٨]، والضمير في (منهم) للأمة، والمعنى مَن قاتَلَهم من أمتي كان أَولى باللَّه من باقي أمتي، ويجوز أن يكون الضمير للفرقة الباطلة، والأول أَحرى وأجود وأفيد من حيث المعنى، فافهم.
وقوله:(ما سيماهم؟ قال: التحليق) أي: حلق الرأس، وذكر التحليق للمبالغة والتكثير، أي: مبالغون فيه ويكثرون منه، ولعله إنما ذكره لأنه لم يكن متعارفًا في