للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ- إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٢٨٠٣، م: ١٨٧٦].

٣٨٠٣ - [١٧] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يُرْجَعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا فِي الأَرْضِ. . . . .

ــ

قوله: (واللَّه أعلم بمن يكلم في سبيله) جملة معترضة لتفخيم شأن من يخرج في سبيل اللَّه، ولتقليل وجود مَن شأنه كذلك على وجه الإخلاص، وصيانته عن السُّمعة والرِّياء حتى يكتفي بعلمه تعالى، ولتسليته وترجيته لئلا يتوهم نقصانه ويستبعد أجره وثوابه، وهو شامل لكل من يُكلَم ويؤذَى على الحق.

وقوله: (يثعب) بفتح الياء والعين بمثلثة ساكنة بينهما، والثعب يجيء متعديًا، يقال: ثعَبْتُ الماءَ والدمَ فانثعب، أي: فجَّرتُه فانفجَرَ، كذا في (الصحاح) و (القاموس) (١)، فيكون (دمًا) مفعولًا به، وفسره في (النهاية) (٢) بقوله: يجري، وفي (المشارق) (٣): ينفجر، وظاهرهما يدل على أنه لازم، فيكون (دمًا) تمييزًا، اللهم إلا أن يحمل على بيان حاصل المعنى، وجاء في حديث آخر: (يشخب دمًا)، وفسره الأكثرون بـ (يَسِيل) وينفجر، وقال في (مختصر النهاية) (٤): الشخب: السيلان، وفسره بعضهم بـ (يصبُّ)، فتدبر.

٣٨٠٣ - [١٧] (أنس) قوله: (وله ما في الأرض من شيء) يحتمل أن يكون


(١) "الصحاح" (١/ ٩٢)، و"القاموس المحيط" (ص: ٧٢).
(٢) "النهاية" (١/ ٢١٢).
(٣) "مشارق الأنوار" (١/ ٢٠٥).
(٤) "الدر النثير" (١/ ٥١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>