للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

غزا) (١)، أورد في (سنن الهدى) (٢) حديثًا فيه التخيير بين يوم الاثنين أو يوم الخميس -واللَّه أعلم-، أقول: تخصيص يوم الخميس بسفر الغزو يناسب ما ذكره التُّورِبِشْتِي (٣) من الوجوه، أحدها: أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يتفاءل بالخميس في خروجه، وكان سنته أن يتفاءل بالاسم، والخميس الجيش، فيرى ذلك من الفأل الحسن في حفظ اللَّه له وإحاطة جنوده به حفظًا وحمايةً، وما ذكره القاضي البيضاوي: أن ذلك لتفاؤله بالخميس على أنه يظفر على الخميس الذي هو جيش العدو، ويتمكَّن عليهم، هذا والظاهر أن هذه مناسبة تخيلوه أن في ذلك سرًّا موكولًا إلى علم الشارع، نعم لو وقع التصريح في الحديث بالتفاؤل المذكور لجزم به كما في موضع آخر من هذا الباب، وبدونه مجرد احتمال، وأقرب من ذلك ما ذكروا أن يوم الخميس يوم مبارك، ترفع فيه أعمال العباد إلى اللَّه تعالى، فتوقع -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يرفع جهاده الذي هو من أفضل الأعمال إليه تعالى أو أنه أتم أيام الأسبوع عددًا واللَّه أعلم.

تنبيه: هذا ما تقرر عليه أمر السنة فيما ذكر في الكتب المشهورة من الأحاديث، وقد جاء في ما اشتهر السفر يوم الاثنين، وقد ذكر فيه حديثًا في (سنن الهدى) من قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إذا سافرتم فسافروا يوم الاثنين) ولم يذكر مخرجه، وذكر أيضًا: أن رجلًا جاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في آخر شهر يريد سفرًا فودعه، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أتريد أن تخسر


(١) كذا في الأصل، ولفظ "جامع الأصول" و"سنن أبي داود" هكذا: "قلما كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخرج في سفر إلا يوم الخميس".
(٢) هو كتاب: "سنن الهدى في متابعة المصطفى" للشيخ عبد النبي بن أحمد بن عبد القدوس النعماني، المتوفى (٩٩٠ هـ)، انظر: "نزهة الخواطر" (٤/ ٣٨٠).
(٣) "كتاب الميسر" (٣/ ٨٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>