عباس -رضي اللَّه عنهما- من أبي سفيان الأموي كان إذ ذاك عند هرقل، ذهب في ركب من قريش تجارًا بالشام، فدعاه هرقل، وسأله عن أحواله -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد وصول كتابه إليه، والقصة مذكورة في أول (صحيح البخاري)، وهي من أدلة نبوته وعلاماتها صلى اللَّه تعالى عليه وسلم.
وقوله:(كتب إلى قيصر) هو اسم جنس لملك الروم كما أن ملك فارس يسمى بكسرى، وملك الحبشة بالنجاشي، وملك الترك بخاقان، وملك القبط بفرعون، وملك مصر بالعزيز، وملك يمن بالقَيْل، وملك حمير بُتبَّع، وملك الهند بالراي، وهذا القيصر كان اسمه هرقل.
و(دحية) بكسر الدال وعند ابن ماكولا بفتحها (الكلبي) منسوب إلى بني كلب قبيلة من العرب، وفي بعث دحية وحده وأمره بدفعه إلى الكفار دليل على وجوب العمل بخبر الواحد. و (بصرى) بضم الموحدة وسكون المهملة بلدة بالشام مشهورة ذات قلعة، وهي قريبة من طرف العمارة والبرية التي بين الشام والحجاز، ويجاد فيها عمل السيف.
وقوله:(فإذا فيه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم) فيه استحباب تصدير المكاتيب والمراسيل بالبسملة وإن كان المبعوث إليه كافرًا، بل يكون هناك أشد استحبابًا إدخالًا للروع وتنبيهًا في أول المكتوب على التوحيد كما فعله سليمان عليه السلام، وأما حديث:(كل أمر ذي بال) فمن رواية البيهقي وغيره وهو حديث حسن وليس في الصحيحين، وقد بيناه في حاشية الضيائية نقلًا عن كلام الشيخ محيي الدين النووي