للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَطَعْتُ الدِّرْعَ وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: مَا بَالُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ، ثُمَّ رَجَعُوا وَجَلَسَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: . . . . .

ــ

(القاموس) (١): جال في الحرب جولة وجولانًا محركة: طاف، وفي (الصراح) (٢): جول: جولان كرد بر آمدن، والمراد هزيمة وقعت في بعض الجيش، كره الراوي أن يعبر بالهزيمة، ولم تكن حقيقة بل حركة واضطراب وزوال عن المكان وإن كان فما كان إلا في بعض الجيش، وأما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يزل عن مكانه وكان على بغلة بيضاء، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بزمامها وهو يقول:

أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب

وفي رواية: كان العباس وأبو سفيان آخذين بغلته يكفانها عن الإسراع والتقدم إلى العدو، و (حبل العاتق) ما بين العنق ورأس الكتف، أو عصبة بين العنق والمنكب.

وقوله: (فضمني ضمة) أي: ضغطني وعصرني، و (ريح الموت) استعارة لأثره وشدته.

وقوله: (ما بال الناس) أي: كيف ينهزمون؟ (قال: أمر اللَّه) أي: قضاؤه وقدره أو ما حال المسلمين بعد الانهزام.

وقوله: (أمر اللَّه) أي: النصرة في الآخرة للمسلمين، فإن أمر اللَّه غالب.

وقوله: (ثم رجعوا) أي: إلى النبي، أو حملوا بعد الانهزام على المشركين


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٩٠٢).
(٢) "الصراح" (ص: ٤١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>