للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَلَاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حَتَّى فتحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْغَنَائِمَ. . . . .

ــ

كان فتحها، كذا في (مشارق الأنوار) (١).

وقوله: (صلاة العصر) ظرف لـ (دنا) أي: وقت صلاة العصر.

وقوله: (إنك مأمورة وأنا مأمور) كأنه خاف الليل فيفتر أمر الدين.

وقوله: (فحبست) قال في (المواهب اللدنية) (٢): ورد في الحديث الصحيح: (لم تحبس الشمس على أحد إلا ليوشع بن نون) يعني حين قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت، فلا يحل له قتالهم فيه، وهذا يدل على أنه من خصائص يوشع وليس كذلك؛ لأنه قد ردت الشمس له -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويحتمل الجمع بأن المعنى لم تحبس على أحد من الأنبياء غيري إلا يوشع، انتهى.

ويحتمل أن يكون هذا القول قبل أن ترد الشمس له -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لما ورد أنها قد ردت له -صلى اللَّه عليه وسلم- مرات:

أحدها: ما روى يونس بن بكير في زيادة (المغازي)، في روايته عن ابن إسحاق كما ذكره القاضي في (الشفاء) (٣): لما أسري النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأخبر قومه بالرُّفْقَة والعلامة التي في العير، قالوا: متى تجيء؟ قال: يوم الأربعاء، فلما كان ذلك اليوم أشرف قريش ينظرونه، وقد ولى النهار ولم يجئ، فدعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فزيد له في النهار ساعة، وحبست عليه الشمس.


(١) "مشارق الأنوار" (١/ ٤١٠).
(٢) "المواهب اللدنية" (٢/ ٥٢٨ - ٥٣٠).
(٣) "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" (١/ ٥٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>