للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا يَتَّبِعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلَا رَجُلٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنًا مِنَ الْقَرْيَةِ. . . . .

ــ

وقوله: (لا يتبعني) بلفظ أمر الغائب من الاتباع.

وقوله: (ملك بضع امرأة) بضم الباء، أي: فرجها، أي: نكح امرأة، ولم يدخل عليها ويريد أن يدخل.

وقوله: (أن يبني بها) (١) قال في (الصحاح) (٢): يقال: بنى على أهله، والعامة تقول: بنى بأهله وهو خطأ، وكان الأصل فيه أن الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها، قيل لكل داخل بأهله: بانٍ على أهله، انتهى. وتخطئة بنى بأهله خطأ لهذا الحديث، فتدبر.

وقوله: (ولَمّا) بالتشديد: الحرف الجازم للمضارع، و (الخلفات) جمع خلفة بفتح المعجمة وكسر اللام: الحامل من النوق، و (ولادها) بكسر الواو والضمير فيه للغنم والخلفات، أو حذف من أحدهما اكتفاء، وإنما نهى عن اتباع هؤلاء لأن تعلق النفس يوهن العزيمة، فينبغي أن لا تفوض الأمور المهمة إلا لمن فرغ باله خصوصًا الغزو الذي من شأنه أن يفرغ فيه البال بالتمام والكمال.

وقوله: (فغزا) أي: ذهب للغزاء واستعدّ له.

وقوله: (فدنا) وفي (مسلم): (فأدنى)، فقيل: هو من الإدناء متعد دنى، أي: أدنى جيوشه وقربهم، وقال في (الصحاح) (٣): أدنت الناقة: إذا كان نتاجها، فالمراد


(١) وقوله: "أن يبني -إلى- فتدبر" سقطت هذه العبارة من نسخة: (ع)، و (ر)، و (ب).
(٢) "الصحاح" (٦/ ٢٢٨٦).
(٣) "الصحاح" (٦/ ٢٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>