إياه فرضيت به وسرت، فقال أبو بكر: افعلي ما أوصتك به ولا بأس.
فهذا صريح في علم أبي بكر بوفاتها، وقيل: يحتمل أن أبا بكر قد علم ذلك وقصد حضور جنازتها، ولكن لما كتم أمرها علي وأخفاه، ولم يندب إلى أبي بكر أحدًا علم أن له في الإخفاء مصلحة، فلم يرض أبو بكر أن يجري على خلاف رضاه ومصلحته.
وقال الشيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني (١): يحتمل أن أبا بكر انتظر أن يطلبه علي -رضي اللَّه عنه- فيحضر، وظن علي -رضي اللَّه عنه- أنه يجيء بلا طلب، فمضى الوقت وكان ليلًا، هكذا ذكر السمهودي في (تاريخ المدينة)، وجاء في بعض الروايات أنه لما وقع بين أبي بكر وفاطمة -رضي اللَّه عنها- ما وقع ذهب أبو بكر إليها، وقام على بابها في حر الشمس واعتذر إليها، وقال: واللَّه إن قرابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحب وأولى إليّ من قرابتي، ولكني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . هذا الحديث، والصحابة شاهدون على ذلك، فرضيت فاطمة عنه -رضي اللَّه عنه- والحمد للَّه، وقد تذكر روايات في صلاة أبي بكر وإمامته، وعبد الرحمن ابن عوف وغيره من الصحابة معه واللَّه أعلم، وينقل في هذه القصة حكايات لا تعويل عليها، والظاهر أنها مفتريات، واللَّه أعلم بحقيقة الحال.
تم (كتاب الجهاد) بعون اللَّه وتوفيقه، ويتلوه (كتاب الصيد والذبائح).