للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٧ - [٣٩] وَعَنْ عَليٍّ قَالَ: سَأَلَتْ خَدِيجَةُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنْ وَلَدَيْنِ مَاتَا لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم -: "هُمَا فِي النَّارِ"، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهَةَ فِي وَجْهِهَا قَالَ: "لَوْ رَأَيْتِ مَكَانَهُمَا لأَبْغَضْتِهِمَا"، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَلَدِي مِنْكَ، قَالَ: "فِي الْجَنَّةِ"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمُشْرِكينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي النَّارِ"، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور: ٢١]. رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: ١/ ١٣٤، ١٣٥].

ــ

١١٧ - [٣٩] (علي) قوله: (عن ولدين) أي: من غيره -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقوله: (ماتا لها) ولها متعلق لولدين صفة لهما.

وقوله: (لأبغضتِهما) وفي بعض النسخ: (لأبغضتيهما) بزيادة الياء بعد التاء للإشباع، وهي كثيرة الوقوع في الأحاديث، أي: وإن كنت تكرهين وتحزنين على كونهما في النار، ولكن لو رأيت منزلتهما من الحقارة والبعد عن نظر اللَّه تعالى وسخطه إياهما لأبغضتهما وتبرأت منهما، وذلك كتبري إبراهيم عن أبيه يوم القيامة عند رؤيته إياه في صورة ذيخ (١) متلطخ.

وقوله: (فولدي منك) وهو عبد اللَّه ولد في الإسلام، ولذا يقال له: الطيب والطاهر.

وقوله: (ثم قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) استشهادًا، اعلم أن الأولاد تابعة لآبائهم في الآخرة دون أمهاتهم، ولما كانت هذه الكرامة للمؤمنين وإتمام سرورهم كان الحال


(١) الذِّيخُ: ذكَر الضِّبَاعِ، والأنْثى ذِيخَةٌ. "النهاية" (٢/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>