للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٨ - [٤٠] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَسَقَطَ عَنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرَّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: ذُرِّيَّتُكَ، فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَين عَيْنَيْهِ،

ــ

في الكافرين على خلاف ذلك.

١١٨ - [٤٠] (أبو هريرة) قوله: (كل نسمة) في (النهاية) (١): النسمة: الروح والنفس، وكل دابة فيها روح، وإنما يريد الناسَ، وفي (القاموس) (٢): النَّسَمُ محرّكة: نفس الروح، كالنَّسَمَة محركة، ونفس الريح إذا كان ضعيفًا، كالنسيم، والنسمة محركةً: الإنسان، والجمع نَسَمٌ ونَسَمَاتٌ.

وقوله: (هو خالقها) صفة (نسمة) ذكر للتعميم، وقال الطيبي (٣): ليتعلق به إلى يوم القيامة، والوبيص البريق واللمعان، يقال: وبص البرق يبص وبصًا ووبيصًا: لمع وبرق، ومنه (رأيت وبيص الطيب في مفارق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو محرم)، ومنه (وبيص خاتمه).

وقوله: (فأعجبه وبيص ما بين عينيه) لا يدل هذا على فضله على غيره من الرسل الذين هم أفضل منه، بل يدل على فضله في نفسه، وقد مرّ مثل هذا على أن إعجاب وبيصة آدم عليه السلام لا يدل على كثرة وبيصه أو على أحسنيته من وبيص غيره، بل


(١) "النهاية" (٥/ ٤٩).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٧١).
(٣) "شرح الطيبي" (١/ ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>