للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: دَاوُدُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: رَبِّ زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَلَمَّا انْقَضَى عُمَرُ آدَمَ إِلَّا أَرْبَعِينَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ آدَمُ: أَوَ لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أوَ لَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ؟ قَالَ: فَجَحَدَ آدَمُ، فَجَحَدَتْ ذُرَّيتُهُ، وَنَسِيَ آدَمُ فَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ فَنَسِيَتْ ذُريَّتُهُ، وَخَطَأَ آدَمُ وَخَطأَتْ. . . . .

ــ

ريما يعجب أحد من حسن أحد وجماله وإن لم يكن أجمل وأزيد من غيره في الحسن، وهذا واقع في الخارج، وكان بين آدم وداود عليهما السلام مناسبة خاصة ومحبة مخصوصة، وذلك أنه تعالى سمى آدم خليفة، ولذلك خاطب داود بقوله: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً} [ص: ٢٦] وفي ذلك سر، واللَّه أعلم.

وقوله: (كم جعلت عمره. . . إلخ) قد جاء في الفصل الثالث من (باب السلام) من (كتاب الآداب) عكس ما ذكر ههنا بأن يجعل عمره أربعين، فقال: زده من عمري ستين سنة، فقيل: ذلك من سهو بعض الرواة وخبطه، ويؤيد هذا القول بأن العادة في الزيادة أن يكون المزيد أقل من المزيد عليه، ولأن البعثة غالبًا تكون على رأس أربعين، فماذا كان عمره أربعين لم تحصل الدعوة.

وقوله: (فجحد آدم) بحكم الجبلة وعلى حرص العمر عند الهرم كما نطق به الحديث الصحيح، وبعض الجبلة باقية في الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين، وقد حقق ذلك في موضعه.

وقوله: (ونسي آدم) يعني نهيه عن أكل الشجرة (وخطأ) أي: أخطأ في أن المراد بالشجرة شخصها، والخطأ ضد الصواب، وخطأ وأخطأ لغتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>