للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأُمِّرَ عَلَيْنَا أَبُو عُبَيْدَةَ فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا، فَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا مَيَّتًا لَمْ نَرَ مِثْلَهُ يُقَالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ،

ــ

ضمن (غزوت) معنى صحبت، و (الخبط) بالتحريك: ورق الشجر يضرب بعصا فيسقط، والمخبط كمنبر: العصا يخبط به الورق، وفي الحديث: (لا يخبط شجر) أي: لا يضرب بعصا ليتناثر ورقه، وإنما سميت هذه الغزوة جيش الخبط لاضطرارهم إلى أكل الخبط من الجوع حتى طلع في أطراف الفم قروح بسبب حرارة ذلك الورق، فصارت شفاههم كشفاه الإبل، وتسمى بغزوة سيف البحر أيضًا بكسر السين المهملة؛ لأنها كان على ساحل البحر بينها وبين المدينة خمس ليال، وكانت في سنة ست قبل هدنة الحديبية.

وقوله: (فألقى البحر حوتًا) وجاء في بعض الروايات: (وجدوا على ساحل البحر دابة يقال لها: العنبر) من غير أن يسميها حوتًا.

وقوله: (يقال له العنبر)، وفي رواية: (دابة العنبر)، والظاهر أن الإضافة بيانية، وهي سمكة كبيرة تتخذ من جلدها الترس، ويقال للترس أيضًا: عنبر، ويحتمل أن تكون الإضافة لأجل أن الطيب المعروف المسمى بعنبر يتولد منه، قال في (القاموس) (١): العنبر من الطيب روث دابة بحرية، أو نَبْعُ عَيْنٍ فِيه، وسمكة بحرية، والتُّرس يتخذ من جلدها.

وقوله: (فأكلنا منه نصف شهر) وفي رواية: (شهرًا) (٢)، والجيش كانوا ثلاث


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٤١٥).
(٢) وفي رواية: "ثمانية عشر يومًا"، قال القاري (٧/ ٢٦٦٧): وجه الجمع أن من روى (شهرًا) هو الأصل، لأن معه زياده علم، ومن روى دونه لم ينف الزيادة ولو نفاها قدم المثبت، وقد =

<<  <  ج: ص:  >  >>