للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١٦٠ - [٢] وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لَا يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٠١٧].

ــ

الصحفة، وقال في مادة الجفن: الجفنة: القصعة، ويفهم منه أن القصعة يطلق على كل منهما وليست مقابلة لهما، ويوافقه ما في (مجمع البحار) (١) في شرح قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها) (٢): هي إناء كالقصعة المبسوطة. وقال في (النهاية) (٣): والعرب تَدْعو السيد المِطعَام جَفْنَة لأنه يضعها ويُطْعِم الناسَ فِيها، وفي (القاموس) (٤): الجفنة: الرجل الكريم، فلم يقيده بالطعام فيمكن أن تعتبر العلاقة كونه متصفًا بصفات الخير ومملوءًا به كالجفنة من الطعام، فتدبر.

٤١٦٠ - [٢] (حذيفة) قوله: (يستحل الطعام) قال النووي (٥): أي يتمكن من أكله، والجمهور على أن أكل الشيطان حقيقة، إذ العقل لا يحيله وهو جسم يتغذى، وقد يأول بأن المراد به اتخذ سبيلًا، أي: تطير بركة الطعام بترك التسمية، انتهى.

وقوله: (أن لا يذكر) بلفظ المجهول، و (أن) بفتح الهمزة بتقدير حرف الجر أي: لأجل أن لا يذكر اسم اللَّه عليه، واعلم أن المسنون هو التسمية في ابتداء الطعام، ولكن يكفي في عدم استحلال الشيطان وتمكنه التسمية ولو في أثناء الطعام، صرح به النووي، وظاهر هذا الحديث يدل على هذا بإطلاقه لو لم يقيد بالابتداء بقرينة الأحاديث الأخر، فتدبر.


(١) "مجمع بحار الأنوار" (٤/ ٢٩٠).
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٥١٥٢)، وأبو داود في "سننه" (٢١٧٦).
(٣) "النهاية" (١/ ٢٨٠).
(٤) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٩٣).
(٥) "شرح النووي" (١٣/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>