للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١٨٣ - [٢٥] وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدْمَ. فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ،

ــ

معنى التشهي لها، وإنما هو إذا قدمت له نال منها نيلًا صالحًا، فيعلم به أنه يعجبه طعمها، ووقع في الحديث: ([قلب] المؤمن حلو) (١)، وهل المراد به محبة الحلوى أو وجدان الحلاوة من إيمانه؟ وقد جاء: (وجد حلاوة الإيمان من رضي باللَّه ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا)، واختلف هل هي محسوسة أو معقولة؟ ويشهد للأول من قال: واطرباه غدا ألقى الأحبة محمدًا وحزبه، كذا في (مجمع البحار) (٢)، ولا يخلو عن خفاء، فتأمل.

٤١٨٣ - [٢٥] (جابر) قوله: (سأل أهله الأدم) بضم الهمزة وسكون الدال هكذا صحح في الأصول المصححة، ومنها (صحيح مسلم) المقروء على الشيخ مجد الدين الشيرازي صاحب (القاموس) في مواضع متعددة، وفي بعض النسخ بضم الدال وهو ظاهر عبارة الطيبي، وقال الشيخ ابن حجر المكي في "شرح الشمائل": الأدم بسكون الدال مفرد كالإدام، وجمعه الأدم بضم الدال، واللَّه أعلم.

قال صاحب (النهاية) (٣): الإدام بالكسر، والأدم بالضم: ما يؤكل مع الخبز، انتهى. ولا بد من قيد آخر وهو أن يصلح الخبز، وهذا هو المعنى اللغوي مأخوذ من الموادمة وهي الموافقة والمخالطة، ولكن قال علماؤنا: الإدام ما اصطبغ به كالخل والملح والزيت لا اللحم والبيض والجبن، هذا عندهما، وعند محمد: ما يؤكل مع


(١) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٨/ ٨٨).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (١/ ٥٥٣).
(٣) "النهاية" (١/ ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>