للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٤٨ - [٤٥] وَعَنْ سُوَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ، وَهُوَ يقدرُ عَلَيْهِ -وَفِي رِوَايَةٍ: تَوَاضُعًا-، كَسَاهُ اللَّه حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَمَنْ تَزَوَّجَ لِلَّهِ تَوَّجَهُ اللَّه تَاجَ الْمُلْكِ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ٤٧٧٨].

٤٣٤٩ - [٤٦] وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ حَدِيثَ اللِّبَاسِ. [ت: ٢٤٨١].

ــ

التشبه بالأعمال والأخلاق، قال الشيخ في (العوارف): التشبه هو الترسم في أعمالهم وآدابهم طمعًا في الاتصاف بصفاتهم وأخلاقهم.

٤٣٤٨، ٤٣٤٩ - [٤٥، ٤٦] (سويد بن وهب) قوله: (حلة الكرامة) أي: ألبسه اللَّه من حلل الجنة أو يلبسه منها ما فيه زيادة تكريم، ويحتمل أن يكون من إضافة السبب إلى المسبب، أو شبه الكرامة بالحلة كما قلنا في (ثوب مذلة).

وقوله: (من تزوج للَّه) الظاهر أن المراد تزوج امرأة نازلًا عن درجته في الكفاءة ابتغاء لمرضات اللَّه، فإن المقام مقام بيان التواضع، فلما ذكر القناعة بالدون من اللباس تواضعًا أردفه بذكر القناعة التواضع في التزوج، والمناسبة بين اللباس والمرأة ثابتة بحكم قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} [البقرة: ١٨٧]، ويناسب هذا المعنى الجزاء المذكور يعني لما أذل نفسه للَّه أعزه كما ورد: (من تواضع للَّه رفعه اللَّه)، وأما حمله على التزوج لصيانة الفرج أو للتناسل فلا يناسبه هذا الجزاء، وكذا ما قيل: إن المراد بالتزوج التصدق بزوجين، أي: صنفين نحو بعيرين أو عبدين كما سبق في (باب الصدقات)، و (تاج الملك) بضم الميم، وإلباسه كناية عن إجلاله وتوقيره، أو حقيقة كما في حافظ القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>