للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٢٤ - [٦] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثُّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "غَيِّرُوا هَذَا بِشيْءٍ وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢١٠٢].

ــ

وضمها، اعلم أنه قد وردت الأحاديث بشرعية الخضاب، والمراد غير السواد، وكانت الصحابة يختضبون بالحناء، وقد يصفرون، وقد وردت في الخضاب بالحناء أحاديث، ووردت في فضلها وثوابها، وأكثرها مطعون وضعيف عند المحدثين، وورد أن الخضاب بالحناء من سيماء المؤمنين، وجوازها متفق عليه بين العلماء، وقد استحبه بعض الفقهاء للرجال والنساء، وقال في (مجمع البحار) (١): إن الأمر بالخضاب إنما هو لمن له بياض صرف كما جاء في الحديث من حال أبي قحافة لا لمن شَمِط، وقال أيضًا: إن السلف اختلفوا في فعل الخضاب بحسب اختلاف الأحوال، فقال بعضهم: هذا على عادة البلاد، فالخروج من عادة أهل البلد شهرة ومكروه، وأيضًا من كانت شيبته نقية أحسن منها مصبوغة فالترك أحسن، ومن كان تستشنع شيبته فالصبغ أولى، وقد مرّ الكلام في خضابه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وسيجيء بعد إن شاء اللَّه تعالى.

٤٤٢٤ - [٦] (جابر) قوله: (بأبي قحافة) بضم القاف والد أمير المؤمنين أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنهما-، أسلم يوم الفتح، ومات سنة أربع عشرة بعد وفاة أبي بكر -رضي اللَّه عنه- بستة أشهر وأيام -وله سبع وتسعون سنة- في خلافة عمر -رضي اللَّه عنه-، و (الثغامة) بمثلثة مفتوحة فغين معجمة، يقال له بالفارسية: درمنه سفيد، في (القاموس) (٢): والثغام، كسحاب: نبت، فارسيته دِرَمْنَهْ، أثغم الرأس صار كالثُّغامة بياضًا.

وقوله: (واجتنبوا السواد) فيه أن الخضاب بالسواد حرام ومكروه، وسيجيء


(١) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ٢٩٢).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>