فرشًا من فرش الجنة، ولم نجد الإفراش على هذا المعنى في المصادر، وإنما هو أفرش أي: أقلع عنه، فهذا اللفظ إذًا على هذا المعنى من باب القياسي الذي ألحق الألف بثلاثيه، ولو كان من باب الثلاثي لكان حقه أن يروى بألف الوصل، والمعنى ابسطوا له، ولم نجد الرواية إلا بالقطع، انتهى.
وفي (القاموس)(١): فَرَشَ فَرْشًا وفراشًا: بسطه، والفرش: المفروش من متاع البيت، وما أفرش عنه: ما أَقْلَعَ، وأفرشه بساطًا: بسط له، كفَرَشَهُ فرشًا وفَرَّشَه تفريشًا، ويظهر منه الإفراش جاء بمعنى بسط الفرش.
وقوله:(ألبسوه) أيضًا بهمزة القطع.
وقوله:(ويفسح له فيها) أي: في القبر كما مر في الحديث السابق: (ويفسح له في قبره)، ولعل تأنيث الضمير باعتبار الجنة أي: في قبره في جانب الجنة التي يفتح له باب إليها، فافهم، ومد البصر أي مداه وهي الغاية، وقد سبق أنه يفتح له في قبره سبعون في سبعين ذراعا، وكلاهما كناية من غير اعتبار تعينه، والفسحة المقدرة بالذراع لعوام المؤمنين وذلك أدناها، والفسحة مد البصر لخواص عباد اللَّه الصالحين.
وقوله:(فذكر) بلفظ المعلوم أي: ذكر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله:(ويعاد روحه في جسده) ظاهر في الإحياء حقيقة كما في الدنيا، ولا يظهر لتخصيصه بالكافر وجه إلا أن يقال: فيه كمال التعذيب والمبالغة فيه، واللَّه أعلم.