وقوله:(فأفرشوه من النار) يحتمل أن يكون (من) تبعيضية أو زائدة، فيكون الفراش واللباس من النار بعينها، وأن يكون ابتدائية كما في قوله:(من الجنة)، ويجوز أن يكون في النار فرشًا وألبسة قبيحة مؤلمة، واللَّه أعلم.
وقوله:(ثم يقيض له أعمى أصم معه مرزبة من حديد)(يقيض) على لفظ المضارع المجهول أي: يقدر ويسلط، وأصل الكلمة من القيض وهي القشرة العلياء من البيض، أي يستولي عليه استيلاء القيض على البيض، وقيل: أصلها القيض بمعنى البدل، ومنه المقايضة بمعنى المعاوضة أي: ملك في صورة رجل أعمى وأصم، وكونه أعمى وأصم كناية عن عدم الرحمة والرقة، والمرزبة بكسر الميم وسكون الراء وبفتح الزاء والباء مشددة أو مخففة، وهي التي يكسر بها المدر، كذلك الأرزبة، قال في (القاموس)(١): الأرزبة والمرزبة مشددتان أو الأولى فقط: عُصَيَّةٌ من حديد.