للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٤٨ - [٣٠] وَعَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنِ التَّرَجُّلِ إِلَّا غِبًّا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ. [ت: ١٧٥٦، د: ٤١٥٩، ن: ٥٠٥٥].

ــ

كذا فسره الطيبي (١)، وهذه الحيثية التي ذكره ليس مفهوم (أرسلت ناصيته)، ولكن لازم معنى الفرق ومفهوم منه، والناصية اسم لشعر الرأس من جانب الجبهة، وليس في صورة الفرق مرسلًا بين العينين، كيف ذلك! والإرسال ضد الفرق، فبيّن الشارح المراد بقوله: أي: جعلت رأس فرقه محاذيًا لما بين عينيه بحيث يكون نصف شعر ناصيته من جانب يمين ذلك الفرق، والنصف الآخر من جانب يساره، فافهم.

٤٤٤٨ - [٣٠] (عبد اللَّه بن مغفل) قوله: (نهى عن الترجل إلا غبًّا) قال الطيبي (٢): الغب أن يفعل يومًا ويترك يومًا، والمراد به النهي عن المواظبة عليه والاهتمام به؛ لأنه مبالغة في التزين، انتهى. كأنه يريد أن خلاصة المراد عدم المواظبة والاستدامة وليس خصوصية الفعل يومًا والترك يومًا مرادًا، وفي (النهاية) (٣) في حديث: (زر غبًّا)، الغب أن ترد الإبل الماء يومًا وتدعه يومًا ثم تعود، فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام، يقال: غبَّ الرجل: إذا جاء زائرًا بعد أيام، وقال الحسن: إذا جاء بعد أسبوع، ومنه: (أغبوا في عيادة المريض) أي: لا تعودوه كل يوم، لما يجد المريض من ثقل العيادة، ومنه: (نهى عن الترجل إلا غبًّا) تحرزًا عن الاهتمام بالتزين والمواظبة والتهالك، وفي (شرح جامع الأصول) (٤) حديث: (ما يأكلون


(١) "شرح الطيبي" (٨/ ٢٥٦).
(٢) "شرح الطيبي" (٨/ ٢٥٦).
(٣) "النهاية" (٣/ ٣٣٦).
(٤) "جامع الأصول" (٧/ ٤٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>