للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

اللحم إلا غبًّا) أي: لا يدومون على أكله، وهو في أوراد الإبل أن تشرب يومًا وتدعه يومًا، وفي غيره: أن يفعل الشيء يومًا ويدعه أيامًا، انتهى. وقال في (القاموس) (١): الغب بالكسر: ورد يوم وظِمء آخر، وفي الزيارة: أن تكون كل أسبوع، ومن الحمى: ما تأخذ يومًا وتدع يومًا، انتهى.

واعلم أن النهي عن الامتشاط كل يوم يشمل الرأس واللحية، والترجل وإن كان غالب استعماله في الرأس، وفي اللحية يقال: التسريح، وبهذا الاعتبار قد تضعف الاستدلال كما قيل على ذلك بحديث النهي عن الترجل إلا غبًّا، لكن المراد به التمشيط مطلقًا بقرينة ما جاء في حديث أبي داود صريحًا من النهي عن الامتشاط كل يوم، فعلى هذا ما يفعله بعض الناس من امتشاط اللحية بعد كل وضوء لا يكون سنة، ولم يصح ذلك عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، كذا قيل، ولكن جاء في بعض الآثار أن امتشاط اللحية بعد الوضوء ينفي الفقر، كذا في (كتاب النورين في إصلاح الدارين) لبعض العلماء، وقال الشيخ ولي الدين العراقي في حديث أبي داود: نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يمتشط أحدنا في كل يوم، لا فرق بين الرأس واللحية في ذلك.

فإن قلت: روى الترمذي في (الشمائل) (٢) عن أنس قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته؟ .

قلت: لا يلزم من إكثار التسريح كل يوم بل الإكثار يصدق على الشيء الذي يفعل بحسب الحاجة، فإن قلت: نقل أنه كان يسرح لحيته كل يوم مرتين؟ قلت: لم


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١٢٣).
(٢) "الشمائل" (٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>