للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٤٩ - [٣١] وَعَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: مَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الإرْفَاهِ،

ــ

أقف على هذا بإسناد، ولم أر من ذكره إلا الغزالي في (الإحياء) (١)، ولا يخفى ما فيه من الأحاديث التي لا أصل لها، انتهى كلام العراقي، ونقله السيوطي في (حاشية أبي داود)، ثم اعلم أن ذلك نهي تنزيه لا تحريم، والمعنى فيه أنه من باب الترفه والتنعم فيجتنب، كذا نقل عن الشيخ ولي الدين العراقي المذكور، ثم الظاهر أن النهي عن الامتشاط كل يوم يخص الرجال دون النساء؛ لأن التجمل والتزين في حقهن غير مكروه، وقال بعض العلماء: النهي شامل للكل إلا أن الكراهة في حق النساء أخف؛ لأن باب التزين في حقهن أوسع، كذا في (مجمع البحار) (٢).

٤٤٤٩ - [٣١] (عبد اللَّه بن بريدة) قوله: (عن كثير من الإرفاه) بكسر الهمزة أصله في ورود الإبل الماء متى شاءت، شبه كثرة الادّهان والتنعم به، وفي (القاموس) (٣): الرفاهة والرفاهية مخففة: رغد الخِصْب، ولين العيش، رفُه عيشه، ككرم فهو رفيه ورافه ورفهان ومترفه: مستريح متنعم، وأرفههم اللَّه تعالى ورفَّههم ترفيهًا. ورفه الرجل، كمنع، رفهًا، ويكسر، ورفوهًا: لان عيشه، والإبل: وردت الماء متى شاءت، وفي هذا الحديث أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- وإن كان يدهن ويمتشط ويكثر ذلك ويحبه ويأمر به ويرغب فيه، لكن كان قد يأمر بعض الزهاد وأهل الرياضة من الصحابة بخلافه، وحاصله أنه كان


(١) "إحياء علوم الدين" (١/ ٢٦٦).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٤/ ٦٠٠).
(٣) "القاموس المحيط" (ص: ١١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>