حقيقة، بل هو تركيب المواد التي خلقها اللَّه تعالى فيتوهم ويشتبه بما يخلق، فإن ادعوا بخلق حقيقة فليخلقوا ذرة ما هو أصغر الخلائق، والمراد بالذرة النملة الصغيرة أو ما يرى في كوة البيت من شعاع الشمس، ولعل الأظهر المعنى الأول، لأن الذرة بالمعنى الثاني لا وجود له إلا وهميًّا وإن كان المبالغة في هذا أكثر، وذكر (الشعيرة) بعد (الحبة) تخصيص بعد التعميم لتعارف ذكرها من الحبوب في مقام التقليل، ويمكن أن يراد بالحبة ذلك الحب الأحمر الذي يعد في الوزن نصف الطَّسُّوج، وقد يجيء الحبة بمعنى القطعة من الشيء، كما ذكر في (القاموس)(١).
٤٤٩٧ - [٩](عبد اللَّه بن مسعود) قوله: (أشد الناس عذابًا عند اللَّه المصورون) ليس في هذه الرواية (إن) ولا (من)، ولكن معنى (من) مراد، أو المراد أشد الناس استحقاقًا للعذاب عنده تعالى هؤلاء لكمال غضبه وسخطه عليهم، وفي بعض الروايات:(إن من)، ويشكل عليه رفع (المصورون)، فيقال: ضمير الشأن مقدر، وقيل:(من) زائدة، ولكن في تأثير الزيادة في عدم جريان الأحكام اللفظية خفاء، فتدبر.
ثم قالوا: إن هذا الوعيد في حق من يصور الأصنام لتعبد من دون اللَّه، ولا شك أن هذا الشخص كافر أشد كفرًا يستحق أشد العذاب، وقيل: من يفعل ذلك على قصد المضاهاة والمشابهة باللَّه في خلقه، وهو أيضًا كافر كالأول، ومن لم يفعل لهذا فهو