وقوله:(ثم كبر فكبرنا) يحتمل أن المراد بها أيضًا طويلًا.
وقوله:(على هذا العبد الصالح) أي: الصالح الذي اهتز لموته العرش، وحضرته سبعون ألفًا من الملائكة، وقصة موته في غزوة الخندق، وكلمة (حتى) للغاية، وفيه إيماء إلى أن التفريج ببركة تسبيحه وتكبيره -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويحتمل أن يكون التسبيح والتكبير تعجبًا واستعظامًا، وعلى الأول غاية لقوله: سبحت وكبرت المقدرين، وعلى الثاني غاية لنحو توقف وتأخر التضايق حتى فرجه، فافهم.
١٣٦ - [١٢](ابن عمر) قوله: (هذا الذي تحرك له العرش) وفي رواية أخرى: (اهتز لموت سعد العرش)، وفي رواية:(عرش الرحمن)، والهز لغة: الحركة، واهتز: تحرك، واختلف الأقوال في تعليله، فقيل: استعمل الاهتزاز في معنى الارتياح، وهو النشاط، وكل من خفف لأمر وارتاح له فقد اهتز له أي: ارتاح لصعود روحه واستبشر لكرامته على ربه، وقيل: أراد فرح أهل العرش بموته يعني لصعود روحه المطهرة إليهم، وقيل: هو كناية عن تعظيم شأن وفاته نحو أظلمت الأرض لموت فلان، وقامت له القيامة، وقيل: اهتزازه لفقده ومصيبته، على طريقة قوله تعالى:{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ}[الدخان: ٢٩]. أقول: يؤيد التعليل بالفرح والسرور لقدومه ما جاء في حديث آخر: (أتى جبرئيل فقال: مَنْ رجل مِنْ أمتك مات بالليلة استبشر لموته