للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَكَذَا رَوَاهُ مَعْمَرٌ مَوْقُوفًا. [شرح السنة: ٣٣٣٥].

٤٧٢٧ - [٢١] وَعَنْ أَبي أُسَيْدِ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاخْتَلَطَ الرّجالُ مَعَ النِّسَاء فِي الطَّرِيق، فَقَالَ لِلنِّسَاء: "اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ،

ــ

يدل على أن مجلس الشيطان هو هذا الموضع الذي هو مجمع الظل والشمس وبرزخ بينهما، أما إن كان كله في الشمس فهو ليس كذلك.

نعم قد يكره ذلك أيضًا من جهة أنه إلقاء النفس في التعب والمشقة لا من جهة أنه مكان الشيطان، حتى إن الظاهر أنه لا يكره الجلوس في شمس الشتاء، ويكره فيما يكون بعضه في الشمس وبعضه في الظل بحكم هذا الحديث، فما ذكر في بعض الحواشي أن الإضافة إلى الشيطان لأنه الباعث عليه والآمر به، ليصيبه السوء من التعب والمشقة فليس بشيء، فهذا من الأسرار التي لا ينكشف إلا بنور النبوة، والسبيل في أمثاله التسليم والتفويض، وليس لأحد إلى درك كنهه سبيل، ولهذا كان روايته موقوفًا -كما رواه معمر- في حكم المرفوع؛ ولأن حكم الصحابي فيما لا يدرك بالقياس والاجتهاد لا يكون إلا بالسماع من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فالموقوف في هذا الباب له حكم المرفوع، كما تقرر في موضعه.

٤٧٢٧ - [٢١] (أبو أسيد) قوله: (وعن أبي أسيد الأنصاري) بلفظ تصغير أسد: الحيوان المفترس المشهور.

وقوله: (أنه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول) مقول القول محذوف، أي: يكلم الناس ويدعوهم إلى الأحكام فاختلط لسماع كلامه الناس في الطريق.

وقوله: (أن تحققن) بفتح التاء وضم القاف الأولى، على صيغة جمع المؤنث

<<  <  ج: ص:  >  >>