للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٠٤ - [٢٢] وَعَنْ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا،

ــ

٤٨٠٤ - [٢٢] (صخر بن عبد اللَّه) قوله: (وإن من العلم جهلًا) قال الطيبي نقلًا عن (النهاية) (١): هو أن يتعلم من العلوم ما لا يحتاج إليه، كالنجوم وعلم الأوائل، ويدع ما يحتاج إليه من القرآن والسنة فيجهله، وقيل: هو أن لا يعمل بعلمه فكأنه جاهل، انتهى. ويمكن أن يقال: إن من يدعي لنفسه بزعمه علمًا وليس كذلك في نفس الأمر لبطلان زعمه فهو جهل، أو المراد من يتوغل في ذات اللَّه وصفاته بالكنه ويريد أن يعلمه بالكنه، وذلك العلم جهل في الحقيقة، إذ لا سبيل إلى العلم بالكنه، أو المراد أن الاعتراف بالجهل في بعض المواضع علم؛ لكونه مما لا يعلم، فيكون هذا فرد العلم، وهو جهل، فيكون بعض العلم جهلًا، فافهم.

وقوله: (وإن من الشعر حكمًا) وفي رواية: (لحكمًا)، أي: كلامًا نافعًا يمنع من الجهل والسفه، قيل: أراد بها المواعظ والأمثال التي ينتفع بها الناس، والحكم: العلم، والفقه، والقضاء بالعدل، وهو مصدر حكم، ويروى (لحكمة)، وهو بمعنى الحكم، كذا ذكر في (مجمع البحار) (٢) نقلًا عن (النهاية).

والحاصل أن الحكم والحكمة يجيء بمعنى واحد، ففي رواية وقع فيها الحكمة يجوز أن تحمل على معنى الحكم، وفي رواية جاء فيها الحكم يحمل على معنى الحكمة.


(١) "شرح الطيبي" (٩/ ٩٣).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (١/ ٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>