للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّهُ مَطْرَدَة لِلشَّيْطَانِ، وَعَوْن لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: "إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضِّحْكِ؛ فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: "قُلِ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: "لَا تَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: "لِيَحْجُزْكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ".

٤٨٦٧ - [٥٦] وَعَنْ أَنَسٍ عَنْ (١) رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ (٢) أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ،

ــ

وقوله: (فإنه مطردة) فإنه إذا ذكر اللَّه خنس الشيطان، وأيضًا أنه يمنع عن الوقوع فيما لا يعني وفيما يضر في الدين من الكلام.

وقوله: (وعون لك على أمر دينك) وهو السلامة عن آفات اللسان، وتنور القلب بنور الذكر الخفي، وحصول المعارف الإلهية.

وقوله: (فإنه) أي: الضحك الكثير (يميت القلب) بسبب طريان ظلمة الغفلة والقساوة وانطفاء نور العلم والمعرفة، وفيه حياة القلب.

وقوله: (ويذهب بنور الوجه) وهو لمعان نور القلب من سيماء الوجه، ولا بد إذا مات القلب أظلم الوجه، فإن وضاءة الوجه ونضارة الجسد بالحياة حسًّا ومعنًى.

وقوله: (ما تعلم من نفسك) أي: من العيوب، إشارة إلى أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ومع ذلك لا يرى عيوب الناس ولا يزكي نفسه، وينبغي أن يرى نفسه أصغر وأحقر وأنقص من الكل، فافهم.

٤٨٦٧ - [٥٦] (أنس) قوله: (هما أخف على الظهر) حملهما والعمل بهما،


(١) في نسخة: "أنّ".
(٢) في نسخة: "يا با ذر".

<<  <  ج: ص:  >  >>