فالكل مندرج في التقوى، ولو أريد الزيادة في الإيصاء بأن يكرره وإن كان الموصى به راجعًا إلى أمر واحد فلا إشكال، وفي الكرات الأخر يصح إرادة الزيادة في الإيصاء وفي الموصى به.
وقوله:(وذكر اللَّه) في (القاموس)(١): الذكر ضد النسيان، وهو فعل القلب أصالة، ونفي تسميته ذكرًا كما وقع في كلام بعض الفقهاء مكابرة صريحة.
نعم ما يترتب على فعل اللسان من الثواب ومما يتعلق بلفظه لا يكون إلا بالذكر اللساني، وكل فعل خير يقصد فيه التقرب إلى اللَّه فهو ذكر، فلو حمل على هذا المعنى لكان تعميمًا بعد تخصيص، وقد جاء في الحديث:(أفضل الذكر لا إله إلا اللَّه)، وإن حمل على هذا المعنى بناء على أن المطلق ينصرف إلى الكامل يكون من قبيل عطف الخبر على الكل لزيادة شرفه وعظمته.
وقوله:(فإنه) أي: الذكر، أو كل واحد من القرآن والذكر (ذكر لك في السماء) يذكرك الملائكة بالدعاء والاستغفار، ويذكرك اللَّه سبحانه تعالى في الملأ الأعلى إن ذكرته في ملأ، وفي نفسه إن ذكرته في نفسك كما جاء في الحديث.
وقوله:(ونور لك في الأرض) أي: في هذا العالم السفلي بظهور نور المعرفة واليقين والاهتداء وهداية الناس.
وقوله:(عليك بطول الصمت) أي: مع التفكر في آلاء اللَّه.