يكون إثباتًا لقولهم:(وأفضلنا فضلًا، وأعظمنا طولًا)، أي: لا تقولوا: سيدنا، بل لو قلتم قولوا قولكم هذا، يعني أفضلنا وأعظمنا، أو بعض هذا القول، وهو أفضلنا، فإن ترك إثبات العظمة لغير الرب تعالى أحوط كما جاء:(الكبرياء ردائي والعظمة إزاري) الحديث، ويكون تقدير قولهم: وأفضلنا وأنت أفضلنا عدولًا عن قولهم: (سيدنا) إلى (أفضلنا)، ولا يكون عطفًا عليه، فيكون الرد مخصوصًا بالسيادة الحقيقية دون الفضيلة، ويناسب أيضًا قوله:(ولا يستجرينكم الشيطان) أي: لا يتخذنّكم جريًّا، أي: وكيله المطلق، والجري: الوكيل؛ لأنه يجري مجرى الموكل، أي: لا تكونوا وكلاء الشيطان بحيث تتفوهون من قبله بكل ما أردتم، بل حافظوا واحتاطوا، وقولوا بعض ما قلتم، كالأفضلية دون السيادة، أو لا يجعلنكم جريئًا، أي: ذوي جراءة على التكلم بكل ما لا يجوز، ويظهر من هذا كله أن (أو) في قوله: (أو بعض قولكم) للتنويع دون شك الراوي، فافهم ما ذكرنا، وباللَّه التوفيق.
٤٩٠١ - [٩](الحسن) قوله: (الحسب المال، والكرم التقوى) الحسب: ما يعده الرجل ويفتخر به من خصال حميدة فيه أو في آبائه، والكرم معنى شامل جامع لأنواع الخير والفضائل، وهذا هو الحقيقة، وأما عند الناس فالحسب منحصر في المال، وبه يكون الرجل عظيم القدر عندهم؛ فإن الفقير لا توقير له عندهم، ولا يعبأ به أهل الثروة، و (الكرم) أي: الشيء الذي يكون الرجل عند اللَّه تعالى عظيم القدر وكريم المنزلة هو