للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٤ - [١٥] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٧].

١٥٥ - [١٦] وَعَنْهُ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابَ يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ،

ــ

١٥٤ - [١٥] (أبو هريرة) قوله: (دجالون كذابون) أي: كذابون المموهون، وأصل الدجل الخلط، دجَّل إذا لبَّس وموَّه، وسيجيء في بابه، أي: يلبِّسون ويرون أنفسهم علماء ومشايخ من أهل النصحية والصلاح، ثم يدعون الناس إلى مذاهبهم الباطلة وآرائهم الفاسدة، والمراد بالأحاديث أعم من أحاديث الرسول وغيرها، والمراد بعدم السماع المذكور عدمُ ثبوتها في الدين، وكونها بهتانًا وافتراء فيه.

وقوله: (فإياكم وإياهم) من قبيل قوله: وإياك والأسد.

وقوله: (لا يضلونكم) استئناف، كأنه قيل: ما فائدة الحذر؟ والخبر في معنى النهي، والمقصود التحفظ والاحتياط في أخذ الدين، والاحتراس والتوقي عن مخالطة أهل البدع وصحبتهم خصوصًا عن الداعين الملبسِّين منهم، وأما المنع والتحذير عن الغلو في علم الكلام فالظاهر أنه ليس من هذا الباب وليس موضع بيانه شرح هذا الحديث كما فعله الطيبي، بل أنسب بذلك الحديث الناطق بالزجر عن الاختلاف في الكتاب والجدال في الدين، كما لا يخفى.

١٥٥ - [١٦] (عنه) قوله: (بالعبرانية) العبري والعبراني بالكسر لغة اليهود، ولا يعرف إلى ما نسب، وقد ذكر في (القاموس) و (الصحاح) تحت لغته [ما] لا يظهر مناسبتُه لها، والسرياني لغة الإنجيل، ولا يعرف له أيضًا معنى محصل،

<<  <  ج: ص:  >  >>