للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٥٢ - [٦] وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ وَلِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا"، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وفرَّجَ بَينَهُمَا شَيْئًا. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٥٣٠٤].

٤٩٥٣ - [٧] وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٦٠١١، م: ٢٥٨٦].

ــ

٤٩٥٢ - [٦] (سهل بن سعد) قوله: (أنا وكافل اليتيم له ولغيره في الجنة هكذا) الحديث، يعلم منه أن المراد المقارنة في الجنة، وأن المراد بالضم في حديث أنس مع التفريج شيئًا فيجب حمله عليه، إذ الأحاديث يشرح بعضها بعضًا، اللهم إلا أن يقال: ثواب عول الجاريتين أكثر من ثواب كفالة اليتيم، فيكون المقارنة في ذلك أشد وأقوى من هذا، ويكون في جميع المواطن لا في الجنة خاصة، واللَّه أعلم.

ثم المراد بكون اليتيم له أن يكون من أقاربه وأرحامه، كابن الابن أو ابن الأخ وأمثالهما، ومن كونه لغيره أن يكون من الأجانب.

٤٩٥٣ - [٧] (النعمان بن بشير) قوله: (اشتكى عضوًا) في أكثر النسخ هكذا منصوبًا على المفعولية أو التمييز، وفاعل (اشتكى) ضمير للجسد، أي: تألم من جهة العضو، وفي بعضها مرفوع على الفاعلية، ومعنى التداعي أن يدعو القوم بعضهم بعضًا ليتفقوا على فعل شيء، وفي (الصراح) (١): تداعت الحيطان، وللخراب أي: تهادمت، أي: يدعو بعض الأعضاء بعضًا آخر، والمقصود التوافق في الألم والمشقة.

وقوله: (في تراحمهم وتوادّهم وتعاطفهم) أريد بالتراحم أن يرحم بعضهم بعضًا


(١) "الصراح" (ص: ٥٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>