للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ،

ــ

والتشديد في الوعيد كما كان المراد من قرينة مدح الأفعال المذكورة وتحسينها، وقال الطيبي (١): إذا استقريت أحوال العباد على اختلافها فلعلك لم تجد أحدًا يستأهل أن يدخل الجنة ويحق له أن يكون من أهلها إلا وهو مندرج تحت هذه الأقسام غير خارج عنها، انتهى. ولا يخلو هذا القول عن خفاء.

وقوله: (لا زبر له) أي: لا عقل له، كذا في (الصحاح) (٢) وقال الطيبي (٣): لا زبر له، أي: لا تماسك له، وقال في (مجمع البحار) (٤): الضعيف: الذي لا زبر له، أي: لا عقل يزبره وينهاه عما لا ينبغي، ومنه حديث: (إذا رددت على السائل ثلاثًا فلا عليك أن تزبره) أي: تنهره وتغلظ عليه في القول والرد، انتهى.

وعلم من هذا أن الزبر بمعنى المنع والنهي، سمي العقل به لكونه مانعًا ناهيًا عما لا ينبغي كما سمي بالنهية، وقد قال في (القاموس) (٥): الزبر: العقل، والصبر، والمنع، والنهي، وقد قيل على تفسيره بالعقل: إن من لا عقل له لا تكليف عليه، فكيف يكون من أهل النار؟ فينبغي أن يفسر بالاستقامة والتماسك، وليس بشيء؛ لأن من الظاهر أن ليس المراد نفي العقل مطلقًا بل العقل الناهي عن ارتكاب ما لا ينبغي، وذلك العقل الذي يقال له: عقل المعاد، الذي يعرف به الصلاح والفساد، وذلك ظاهر.


(١) "شرح الطيبي" (٩/ ١٧٤).
(٢) "الصحاح" (٢/ ٦٦٧).
(٣) "شرح الطيبي" (٩/ ١٧٤).
(٤) "مجمع بحار الأنوار" (٢/ ٤١٧).
(٥) "القاموس المحيط" (ص: ٣٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>