للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٥٠].

١٥٨ - [١٩] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٦٧٤].

١٥٩ - [٢٠] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا. . . . .

ــ

وقوله: (وليس وراء ذلك) إشارة إلى الإيمان في المرتبة الثالثة، والمعنى إذا ذُكِر ومضى ذكره كأنه صار بعيدًا، ويجوز أن يشار إليه باسم البعيد، ويحتمل أن يكون إشارة البعيد للتحقير وبُعده عن مقام الكمال، ويجوز أن يكون إشارة إلى المذكور كله، أي: ليس وراء هذه المراتب مرتبة من الإيمان، و (حبة خردل) كناية عن غاية القلة التي في حكم العدم لأن المراد بالإنكار الاضطراب والتغير، وإن أريد به مطلق الإنكار فعدمه يستلزم الرضا، وهو كفر، فيكون كناية من عدم الإيمان أصلًا، فافهم.

١٥٨ - [١٩] (أبو هريرة) قوله: (من دعا) أي: بقول أو فعل (إلى هدى) قليل حقير فكيف بكثير عظيم (كان له من الأجر مثل أجور من تبعه) وذلك أجر الإرشاد والهداية الواصل أثرُها إلى كل من فعله.

وقوله: (لا ينقص ذلك من أجورهم) لأن أجورهم لأجل العمل والمباشرة، وأجر الداعي لأجل الإرشاد والهداية، ولو فرض أنهما من جهة واحدة ففضل اللَّه واسع يعطي كل من شاء ما شاء من غير أن ينقص شيئًا، وهو على كل شيء قدير.

١٥٩ - [٢٠] (عنه) قوله: (بدأ الإسلام غريبًا) في (القاموس) (١): بدأ


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>