بـ (مجندة) مجتمعة على نحو قناطير مقنطرة، وفيه دليل على أن الأرواح ليست بأعراض، وعلى أنها كانت موجودة قبل الأجساد، ولا يلزم من ذلك قدمها، لكن يبطل القول بخلقها بعد تمام البدن وتسويته، إلا أن يراد بخلقها قبل البدن كذلك تقديرها كذلك، وهو مخالف لظاهر الحديث جدًّا، بل قد جاء في الحديث:(خلقت الأرواح قبل الأجساد بألفي عام)، وعلى أنها خلقت في أول خلقتها على قسمين من ائتلاف واختلاف، باعتبار موافقته في الصفات ومخالفته فيها، وأن الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا فتأتلف وتختلف على حسب ما خلقت عليه، فالخير يحب الأخيار، والشر يحب الأشرار، وإن عرض عارض يقتضي خلاف ذلك فالمآل إليه، فما تعارف منها قبل التعلق بالأجساد ائتلف بعده، كمن فقد أليفه ثم اتصل به، وما تناكر قبله اختلف بعده، وهذا التعارف والتناكر إلهامات من اللَّه من غير إشعار منهم بالسابقة.
٥٠٠٥ - [٣](أبو هريرة) قوله: (إن اللَّه إذا أحب عبدًا دعا جبريل. . . إلخ)، وقد فسر بهذا قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}[مريم: ٩٦].