للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فَلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٦٣٧].

٥٠٠٦ - [٤] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٥٦٦].

ــ

وقوله: (ثم ينادي في السماء: إن اللَّه يبغض) الرواية بكسر (إن) على إضمار، أي فيقول: إن اللَّه، هذا عند البصريين، أو على أن في النداء معنى القول، وهذا عند الكوفيين، كذا في بعض الحواشي (١).

٥٠٠٦ - [٤] (عنه) قوله: (المتحابون بجلالي) متعلق بالتحاب، أي: المتحابون بسببه وملاحظته، ولا حاجة إلى جعل الباء بمعنى (في)؛ لذكرها في الأحاديث الأخر؛ لأن كلا المعنيين صحيح، بل عسى أن يقال: إن (في) بمعنى الباء في تلك الأحاديث، لأن المراد معنى السببية، والمتعارف فيه هو الباء، اللهم إلا لإفادة الأبلغية المذكورة آنفًا، لكن تلك بعد ذكر (في)، وأما إذا لم تذكر فالأصل هو الباء.

وقوله: (اليوم أظلهم) إن كان متعلقًا (باظلهم) فـ (يوم) الثاني بدل عنه، وإن كان ظرفًا للفعل المقدر: في (أين) كان (أظلهم) مستأنفًا، فهو متعلق بـ (أظلهم)، ويجوز أيضًا أن يكون بدلًا من (اليوم)، فافهم.

وقوله: (في ظلي) اختلفوا في بيان المراد بـ (ظلي)، فقال بعضهم: المراد به ظل العرش، والإضافة إليه تعالى للتشريف كما جاء في حديث: (سبعة في ظل العرش)، وقيل: ظل طوبى أو الجنة، ويرده أن هذه القصة حين تدنو الشمس قبل الدخول في


(١) قال القاري (٨/ ٣١٣٣): ويحتمل أن يكون بالفتح كما في بعض النسخ على إضمار الباء.

<<  <  ج: ص:  >  >>