للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٤٧ - [٢١] وَعَنِ الْمُسْتَوْرِدِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أُكْلَةً فَإِنَّ اللَّهَ يُطْعِمُه مِثْلَهَا مِنْ جَهنَّمَ، ومَنْ كَسَا ثَوْبًا بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ، فَإِنَّ اللَّهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ،

ــ

كان خمش الوجه والصدر من صفات النساء النائحات، جعلهما جزاء من يغتاب ويفري من أعراض المسلمين؛ إشعارًا بأنهما ليسا من صفات الرجال، بل هما من صفات النساء، فلا يخلو عن بعد، واللَّه أعلم.

٥٠٤٧ - [٢١] (المستورد) قوله: (من كل برجل مسلم أكلة) أي: من أكل بسبب رجل يعني بسبب اغتيابه، بأن يغتاب رجلًا عند عدوه يعطيه شيئًا، فجعل الاغتياب سببًا ووسيلة للإعطاء، و (الأكلة) بالضم: اللقمة، وبالفتح المرة، ويروى بهما.

وقوله: (ومن كسا ثويًا برجل مسلم) الباء فيه للسببية، والتقدير: كسا نفسه ثوبًا، وإن كانت للتعدية فسد المعنى؛ فإن اللَّه لا يكسو الكاسي مثله من جهنم، كذا قال الطيبي (١)، وهذا إذا كان (كسا) مبنيًا للفاعل، وأما إذا كان مبنيًا للمفعول كما صحح في النسخ فلا إشكال، والباء للسببية، ومعناها ما ذكر في القرينة الأولى.

نعم الظاهر كونه مبنيًّا للفاعل كما في قرينته، ولو التزم أن الكاسي يعذب لاستماعه الغيبة وإعطائه الجائزة على ذلك لم يبعد، ولكن لا يوافق الأولى، فتدبر.

وقوله: (ومن قام برجل مقام سمعة ورياء. . . إلخ)، ذكروا لهذه العبارة معنيين:

أحدهما: أن الباء للتعدية، أي: من أقام رجلًا مقام سمعة ورياء، ووصفه بالصلاح والتقوى والكرامات وشهره بها، وجعله وسيلة إلى تحصيل أغراض نفسه وحطام الدنيا؛


(١) "شرح الطيبي" (٩/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>