وقوله:(إذا لم تستح فاصنع ما شئت) المراد بلفظ الأوامر الخبر، كما في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فليتبوأ مقعده من النار"، ومعناه أن المانع من ارتكاب القبائح الحياء، وإذا لم تستح فعلت ما شئت، أو هو أمر تهديد ووعيد لمن ترك الحياء، كما في {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}[فصلت: ٤٠]، أي: اصنع ما شئت، فأنك ستجازى عليه، أو المراد ما لا يستحيا من اللَّه ولا من الناس في شعله فإذا ظهر فافعله، فهو قاعدة لجواز الفعل فيما فيه شبهة، وذلك لمن له قلب صحيح لا يستحي إلا استحياء صحيحًا، أو ورد ذلك في فعل الطاعات إذا تركها استحياء من الخلق وخوفًا من تطرق الرياء، فقال: أنها مما لا يستحيا فيها من اللَّه تعالى ورسوله، فما استحياؤك من الخلق؟ فاصنعها ولا تستح من أحد وتب واستغفر إن تطرق رياء، وهذا المعنى الأخير لا يخلوا فهمه من العبارة عن خفاء.
وقوله:(البر حسن الخلق) أي: العمدة فيه وأفضل أقسامه ذلك.
وقوله:(والإثم ما حاك في صدرك) أي: أثر فيه وأوقعك في التردد، ولم يطمئن قلبك، فإن ذلك أمارة أن في ذلك شيئًا من الإثم والكراهة، وهذا هو المراد بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (استفت قلبك)، وهذا في حق من شرح اللَّه صدره ونور قلبه، ومر ذلك فيما لم يكن