للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"كُلُّ جَوَّاظٍ زَنِيمٍ مُتَكَبِّرٍ". [خ: ٤٩١٨، م: ٢٨٥٣].

٥١٠٧ - [٤] وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبَهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثقَالُ حَبَّةٍ. . . . .

ــ

بعنف وغلظة، وقد سبق معنى (الجواظ) في (الفصل الثاني) من (باب الرفق)، وهو قريب من معنى العتل، و (الزنيم): الدَّعِيُّ، مأخوذ من زنمتي الشاة، وهما المتدليتان من أذنها وحلقها، شبَّه به الدعي الملصعق بالقوم وليس منهم، والمراد أن أكثر أهل النار على هذه الصفات، وأهل الجنة على الصفات السابقة.

٥١٠٧ - [٤] (ابن مسعود) قوله: (لا يدخل النار) في الحديث إشكالان:

الأول: أنه لا يدخل المؤمن النار وإن كان عاصيًا مع أن العاصي معذب إن شاء اللَّه تعالى.

والثاني: أن المتكبر لا يدخل الجنة وإن كان مؤمنًا مع أن المؤمن يدخل الجنة ولو كان بعد عذاب، والجواب أن المراد بدخول النار دخول تأبيد، وبدخول الجنة الدخول مع السابقين.

وقد يقال: إن المراد بالكبر الكبر عن قبول الحق والإيمان، فيكون كفرًا، وفيه إشارة إلى أن الكبر من صفات الكافرين، وقيل: لعل اللَّه إذا أراد أن يدخله الجنة أخرج الكبر من قلبه، ولو حمل على المبالغة في التبشير على الإيمان والتشديد على الكبر لكان أيضًا وجهًا، واللَّه أعلم.

المثقال للشيء: ميزانه من مثله، وفي (الصراح) (١): مثقال: هم سنك جيزي،


(١) "الصراح" (ص: ٤١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>