ومعنى الحديث: أن المؤمن يثاب بالحسنة في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فيجزى جزاءً وافيًا، وأما في الدنيا فيعطى أيضًا شيئًا منه، كطيب العيش، وفراغ الخاطر، وسلامة الحال، والكافر قد يعطى بما فعل من الحسنات في الدنيا، وأما في الآخرة فلا جزاء له، أي: من الجنة ونعيمها، وإلا فقد جاء في بعض الأخبار أنه قد يفيده تخفيفًا في العذاب، واللَّه أعلم.
٥١٦٠ - [٦](أبو هريرة) قوله: (حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره) أي: الشدائد من العذاب والمجاهدات، فمن وصل بها وعملها وصل إلى الجنة ودخلها، ومن وصل بالشهوات وارتكبها دخل النار؛ فإن ما كان في الحجاب وجب الوصول إليه والدخول عليه بالوصول إلى الحجاب والدخول فيه، ثم رفعه وهتكه، وبهذا عرف لقولهم: العلم حجاب اللَّه معنى، فافهم.
٥١٦١ - [٧](وعنه) قوله: (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة) التعس: الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والانحطاط، والفعل كمنع وسمع، وإذا خاطبت قلت: تعست كمنع، وإذا حكيت قلت: تعس كسمع، وتعسه اللَّه وأتعسه، ورجل تاعس وتعس، كذا في (القاموس)(١)، والخميصة: ثياب سود فيها علم، وفي