للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتُقِشَ،

ــ

(الصراح) (١): كَليم سياه جهار سوء علم، أراد بها محب الثياب النفيسة والحريص على التجمل والمتكلف فيه ليري الناس ويتكبر به عليهم، وهو دعاء على من استعبده حب الدنيا، ولهذا ذكر العبد ولم يقل مالكها أو صاحبها.

(إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط) قال الطيبي (٢): وهذا يؤذن بشدة حرصه في جمع الدنيا وطمعه فيما في أيدي الناس، انتهى.

ويمكن أن يراد إن أعطاه اللَّه ورزقه ذلك رضي منه، وإن لم يعطه ويرزقه (٣) سخط له تعالى، كما أشير إليه في قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: ٥٨].

وقوله: (تعس وانتكس) نكسه: قلبه على رأسه كنكّسه، وفي (الصراح) (٤): انتكاس: نكَو نسار شدن، ناكس: سر بروفكَنده، وهو تكرير وتأكيد للدعاء عليه بالهلاك والذل والخيبة والخسران.

وقوله: (وإذا شيك فلا انتقش) أي: دخل شوك في عضوه، وهو كناية عن إصابة البلاء، و (انتقش) ببناء المجهول، أي: فلا أخرج منه ذلك الشوك، والنقش: استخراج الشوك، وما يخرج به مِنْقاش ومِنْقش، وهذا دعاء آخر عليه بعدم إعانة أحد


(١) "الصراح" (ص: ٢٦٨).
(٢) "شرح الطيبي" (٩/ ٢٨٨).
(٣) كذا في الأصل، والظاهر: "ولم يرزقه".
(٤) "الصراح" (ص: ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>