الفاء يجيء لما ينفصل من الشيء ويطرح، كالكناسة لما انفصل بالمكنس من التراب والحشيش من البيت، والقلامة لما انفصل من الظفر بالقلم، والسباطة، ونحو ذلك.
٥٢٢٢ - [٦٨](وعنه) قوله: (ما فاتك من الدنيا): (ما) مصدرية، أي: ما ضرك فوت الدنيا، وقيل: نافية، أي: ما فاتك إذا كن حاصلة، والأول هو الأظهر، وليست بموصولة؛ لعدم الضمير، ولو كانت العبارة ما فاتك من الدنيا لكانت هي.
وقوله:(حفظ إمانة) في حقوق اللَّه والعباد، (وعفة في طعمة) بالضم، بالاجتناب عن الحرام والاقتصار على الكفاية.
٥٢٢٣ - [٦٩](مالك) قوله: (ما بلغ بك) الباء للتعدية.
وقوله:(ما لا يعنيني) صريح في أن الضمير في (يعني) لـ (ما)، وفي قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، ويحتمل أن يكون لـ (ما) أو لـ (المرء)، والظاهر في المعنى لـ (المرء)، فافهم.